السخافة والشهرة- نماذج مُعلنة وإعلام مُضلِّل للشباب العربي

المؤلف: عبده خال09.21.2025
السخافة والشهرة- نماذج مُعلنة وإعلام مُضلِّل للشباب العربي

* أبٌ يستغل براءة ابنته، سامحاً لها بإهانته لفظياً في تسجيلات مصورة، يقهقه بسخافة على كلامها البذيء، طمعاً في زيادة عدد المعجبين والمتابعين.

* وآخر يستعرض ابنه، ذي القدرات الخاصة، كمادة دسمة لجذب الأنظار، ليتحول الابن، نتيجة لهذا الظهور المشين، إلى وسيلة إعلانية رخيصة..

* وكم من تافه (والتافهون كُثر) يمتهن التفاهة، محاولاً إضحاك الناس بنكات مبتذلة وبالية، ليجني أعداداً غفيرة من المتابعين بشكل مُخزٍ.. العشرات يتسابقون في تقديم المحتوى السخيف والرديء.. بالطبع، لكل فرد حرية ممارسة حياته كما يشاء، ومن لا يمنعه ضميره وأخلاقه، فليفعل ما يحلو له.

ليس هدفي فضح النقائص والعيوب المستشرية في كل زاوية من زوايا وسائل التواصل الاجتماعي، فالانحطاط الأخلاقي ليس حكراً على مكان أو بلد بعينه، بل طال كل مكان، وأنا هنا لستُ بواعظٍ، بل مجرد مراقبٍ متفحص، والملاحظة الأساسية هي أن غالبية سكان الدول العربية هم من فئة الشباب، حيث تتراوح نسبتهم بين 60% إلى 79%، والواقع المرير أن الإعلام الحديث يعرض نماذج لا تستحق أن تكون مثالاً يُحتذى به، إضافة إلى ذلك، فإن الشباب، وخاصة أولئك الذين بلغوا سن المراهقة، يحلمون بأن يصبحوا من مشاهير السوشيال ميديا، بينما تأتي كرة القدم والغناء في مرتبة لاحقة، وقد تلاشت تقريباً رغبة هذه الفئة في الوصول إلى وظائف مرموقة ومهن سامية. فماذا سيحدث لو انتظرنا خمسة عشر عاماً حتى يكبر هؤلاء الشباب؟ ما هي العاقبة؟

ليس بالضرورة أن تكون النتيجة كارثية، فالأحلام والطموحات تتغير مع مرور الوقت وتقدم العمر، لكني أؤكد أن جيل الشباب الصغير اليوم لا يجد القدوة الحسنة التي يمكنه الاقتداء بها والتعلم منها، قد يقول قائل إن لكل عصر رجاله ورموزه، وأنا أؤمن بذلك، لكن الحذر الشديد يدفع الكبار في السن إلى البحث عن حلول ناجعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة